دورة مبسطة فى علم الحديث
هذا الدرس في تيسير علوم الحديث للعوام ، و الغرض منه أن تكون لدى أعضاء المنتدى ثقافة حديث ، و ينتشر هذا العلم المبارك و أسأل الله أن يوفقني في توضيح جانب من هذا العلم ، و نأمل من الأخوة العارفين بهذا العلم أن لا يأخذونا على استخدام بعض العبارات الغير متعارف عليها في هذا العلم فالقصد هو تيسير العلم ، و ليس تعقيده . فهذا الدرس غرضه ثقافة عامة للعوام .
بعض التعريفات الهامة قبل الدخول للموضوع :
الحديث : بدون تعقيد التعريف نقول هو قول النبي صلى الله عليه و سلم ، أو فعله ، أو قولاً أو فعلاً لأحد في حضرته صلى الله عليه و سلم و لم ينكره بل سكت عنه و أقره .
الخبر و الأثر : هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة فهو بمعنى الحديث . و يشمل أيضاً فعل الصحابة و التابعين .
الطبقة : الجماعة من المحدثين أو الرواة يتقاربون في السن و يتعاصرون و اشتركوا في الأخذ عن شيخ أو عدت شيوخ بعينهم .
المحدث : هناك تعريفات كثيرة لكن كلها تعطي معنى واحد أن المحدث هو من أشتغل بالرواية و اعتنى بالحديث دارية (فهماً و علماً) .
كالعلامة المحدث أحمد شاكر رحمه الله – العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .
الحافظ : أعلم و أوسع علماً و أعلى رتبة من المحدث و هذا تعريف الخلف أما السلف فلا يرونا فرقاً بين المحدث و الحافظ . و عرف عنه أنه من حفظ مائة ألف حديث سنداً و متناً و لو بعدت من أسانيد. و غير ذلك
الحاكم : و هو من أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية إسناداً و إخراجاً و تعديلاً و تاريخاً و غير ذلك ، و عرف بأنه من أحاط بالسنة ، و عرف أيضا بأنه من حفظ ثمانمائة ألف حديث مع الإحاطة إسناداً و متناً و تعديلاً و غير ذلك .
أمير المؤمنين في الحديث : و هو المتبحر في علم الحديث إسناداً و متناً و أحاط علمه بجميع الأحاديث و رويتها جرحاً و تعديلاً و وصل في حفظه إلى الغاية فهذا اللقب لم يتحصل عليه إلا الأفذاذ .
كشعبة بن الحجاج – سفيان الثوري – أحمد بن حنبل – البخاري – الدارقطني – ابن حجر العسقلاني رحمة الله على الجميع .
و الحديث متن و سند : المتن هو ألفاظ الحديث (كلام النبي صلى الله عليه و سلم ) . السند : هو رفع الحديث إلى رواية الثقة و عنه ثقة غيره إلى أن يصل السند إلى النبي صلى الله عليه و سلم . (بمعنى هو الرجال الذين رووه "رجال الحديث") . قال العلامة أبو إسحاق الحويني حفظه الله هو ( سلسلة الرجال الموصلة للمتن ) .
مثال : قال الإمام البخاري (( حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن سعيد هو ابن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( قال النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) .
قال عباس العنبري حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه *سمعت ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.))
السند الأول :
السند الثاني :
ملاحظات : (1) : وردة في الحديث السابق كلمات (حدثنا) و (أخبرنا) و (عن) و (قال) و (سمعت) فما الفروق بينها ؟: أن حدثنا أو أخبرنا أو سمعت: أي أن البخاري رحمه الله قد سمع مباشرة من شيخه المكي بن إبراهيم مثلاً ( و هو من كبار شيوخ الإمام البخاري في الطبقة الأولى التي أدركها الإمام البخاري رحمه الله ) فأخبرنا أو حدثنا كلها تفيد التلقي المباشر عن الراوي ، و الجدير بالذكر هنا أن الأمام أحمد بن حنبل قد أورد هذا الحديث في مسنده عن شيخه المكي بن إبراهيم و الإمام أحمد هو شيخ البخاري هذا يدل على أن البخاري قد أدرك شيوخ شيوخه . و المكي بن إبراهيم ثقة كما قال الحافظ الكبير أبى الحسن الدارقطني . أما عن أو قال : يفيد أن البخاري لم يسمع هذا الحديث مباشرة كما في السند الثاني . بمعنى عكس (أخبرنا أو حدثنا) و هذا يسمى حديث معلق : ( و هو أن يحذف راوي أو أكثر أو السند بالكامل بشرط أن يكون الحذف من أول السند يعني (أول السند هو الإمام البخاري و أخر السند هو الصحابي ) يسمى حديث معلق ، فأنت عندما تروي عن النبي دون ذكر السند فهذا يقال عنه إسناد معلق مثلاً قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) .
(2) : الفرق بين السند الأول و الثاني هو أن السند الأول رباعي أي عدد الرواة أربعة و الثاني خماسي أي عدد الرواة خمسة. و قلنا أن السند كل ما قل عدد الرواة يكون أكثر علو و هو أشرف و أحب للراوي لكن هناك سبب جعل الإمام البخاري يورد السند الخماسي و هو كلمة *سمعت (راجع السند الثاني ) لأنها تفيد التلقي المباشر و هذا الفرق الثاني .
(3) : سبب دقة الرواة في اختيار الكلمات ( أخبرنا ، حدثنا ، عن ، ….) تحشين للكذب عن النبي صلى الله عليه و سلم ، فعندما لا يرى و لا يسمع من الراوي لا يقول أخبرنا أو حدثنا فهذا عند أهل الحديث كذب بل يقول عن أو قال فلان مثلاً.
(4) : كل راوي يمثل زمان و طبقة و يجب أن يكون الراوي الذي يروي عن شيخه يكون قد أدركه و عاصره بمعني أن الإمام البخاري قد أدرك المكي بن إبراهيم و المكي بن إبراهيم كذلك قد أدرك عبد الله بن سعيد و هكذا ….
(5) : قد تجد في بعض الأحاديث سند يقال فيه ثنا فلان مثل : ثنا الأوزاعي و هنا يقصد به أي أخبرنا أو حدثنا و يقصد به الاختصار .
أقسام الحديث بحسب القبول أو الرد
- الحديث المقبول : و ينقسم إلى أربعة أقسام :
1- الحديث الصحيح لذاته .
2- الحديث الصحيح لغيره ( و هو الحديث الحسن إذا أتي من طريق مثله أو أقوى منه ) .
3- الحديث الحسن لذاته .
4- الحديث الحسن لغيره ( و هذا مع الضعيف )
- الحديث المردود
و هو الضعيف نتيجة لفقده لشرط أو لشروط الصحة
الشروط الواجب توفرها في الحديث حتى يحكم عليه بالصحة :
1- اتصال السند .
2- عدالة الرواة .
3- ضبط الرواة .
4- عدم الشذوذ .
5- عدم العلة .
و هذه الشروط الخمسة هي ما سوف أقوم بشرحها كل واحدة على حدا في درس منفصل أن شاء الله تعالى .
و أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه
و أرجوا أن يكون هذا الدرس قد نأل إعجابكم
و أي ملاحظة أو سؤال أنا جاهر بإذن الله للرد
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
مصادر هذا الدرس :
- نظم الدرر في مصطلح علم الأثر – أحمد فريد
- محاضرات الشيخ أبو إسحاق الحويني
اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم مع سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم